وحين أطنب في الوعيد أردفه بالوعد على العادة المستمرة فقوله { ربنا الله } إشارة إلى العلوم النظرية التي هذه المسألة رأسها وأصلها . وقوله { ثم استقاموا } إشارة إلى الحكمة العملية وجملتها الاستقامة على الوسط دون الميل إلى أحد شقي الإفراط والتفريط كما سبق تقرير ذلك في تفسير قوله { اهدنا الصراط المستقيم }
[ الفاتحة : 5 ] ومعنى " ثم " تراخي الاستقامة في الرتبة عن الإقرار ، وفيه أن حصول العلوم النظرية بدون القسم العملي كشجرة بلا ثمرة . وقال أهل العرفان : قالوا ربنا الله يوم الميثاق في عالم الأرواح ، ثم استقاموا على ذلك في عالم الأشباح . وعن أبي بكر الصديق : معناه لم يلتفتوا إلى إله غيره . { تتنزل عليهم الملائكة } عند الموت أو عنده وفي القبر وفي القيامة . و " أن " مفسرة أو مخففة . ولقد فسرنا الخوف والحزن مراراً والإبشار لازم . قال الجوهري : يقال بشرته بمولود فأبشر إبشاراً . وقوله { ألا تخافوا ولا تحزنوا } إشارة إلى رفع المضار في المآل وفي الحال . وقوله { وأبشروا } إخبار عن حصول المنافع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.