غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ} (30)

25

وحين أطنب في الوعيد أردفه بالوعد على العادة المستمرة فقوله { ربنا الله } إشارة إلى العلوم النظرية التي هذه المسألة رأسها وأصلها . وقوله { ثم استقاموا } إشارة إلى الحكمة العملية وجملتها الاستقامة على الوسط دون الميل إلى أحد شقي الإفراط والتفريط كما سبق تقرير ذلك في تفسير قوله { اهدنا الصراط المستقيم }

[ الفاتحة : 5 ] ومعنى " ثم " تراخي الاستقامة في الرتبة عن الإقرار ، وفيه أن حصول العلوم النظرية بدون القسم العملي كشجرة بلا ثمرة . وقال أهل العرفان : قالوا ربنا الله يوم الميثاق في عالم الأرواح ، ثم استقاموا على ذلك في عالم الأشباح . وعن أبي بكر الصديق : معناه لم يلتفتوا إلى إله غيره . { تتنزل عليهم الملائكة } عند الموت أو عنده وفي القبر وفي القيامة . و " أن " مفسرة أو مخففة . ولقد فسرنا الخوف والحزن مراراً والإبشار لازم . قال الجوهري : يقال بشرته بمولود فأبشر إبشاراً . وقوله { ألا تخافوا ولا تحزنوا } إشارة إلى رفع المضار في المآل وفي الحال . وقوله { وأبشروا } إخبار عن حصول المنافع .

/خ54