غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ} (1)

مقدمة السورة:

{ سورة النجم مكية حروفها ألف وأربعمائة وخمسة كلماتها ثلاثمائة وستون آياتها اثنتان وستون } .

1

التفسير : لما ختم السورة المتقدمة بالنجوم خص الأقسام في أول هذه السورة بالنجم ، واللام فيه للعهد أو للجنس . والأول قول من قال : إنه الثريا وهو اسم غالب لها وصورتها في السماء كعنقود عنب . وأظهر كواكبها سبعة وهي المنزل الثالث من منازل القمر . قال : إذا طلع النجم عشاء ابتغى الراعي كساء . وذلك أن الشمس تكون في أول العقرب حينئذ في مقابلتها فتطلع بغروبها . وعلى الثاني فيه وجوه أحدها . نجوم السماء وهويها غروبها . وفائدة هذا القيد أن النجم إذا كان في وسط السماء لم يهتد به الساري لأنه لا يعلم المغرب من المشرق والجنوب من الشمال ، فإذا مال إلى الأفق عرف به هذه الجهات والميل إلى أفق المغرب أولى بالذكر من الناظر إليه حينئذ يستدل بغروبها على أفوله في حيز الإمكان فيتم له اهتداء الدين مع اهتداء الدنيا . وقيل : هويها انتثارها يوم القيامة . وثانيها النجم هو الذي يرجم به الشياطين وهويها نقضاضها . وثالثها النجم النبات إذا هوى إذا سقط على الأرض وهو غاية نشوة . ورابعها النجم أحد نجوم القرآن وقد نزل منجماً في عشرين سنة فيكون كقوله { والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم } [ يس :2 ، 3 ] وعلى القول الآخر فالثريا أظهر النجوم عند الناظرين وأشهر المنازل للسائرين وأنها تطلع عشاء في وقت إدراك الثماء .

/خ62