غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ} (39)

1

ثم عطف على قوله { ألا تزر } قوله { وأن ليس } وحكمه حكم ما يتلوه من المعطوفات فيما مر . وفيه مباحث : الأول الإنسان عام وقيل : هو الكافر . وأورد عليه أن الله سبحانه قال { ليس للإنسان } ولو أراد الكافر لقال " ليس على الإنسان " وهذا بالحقيقة غير وارد فإن اللام قد تستعمل في مثل هذا المعنى قال تعالى { وإن أسأتم فلها } [ الإسراء : 7 ] وورد على الأول أن الدعاء والصدقة والحج ينفع الميت كما ورد في الأخبار ، وأيضاً قال تعالى { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } [ الأنعام :160 ] والأضعاف فوق ما سعى . وأجاب بعضهم بأن قوله { ليس للإنسان إلا ما سعى } كان في شرع من تقدم ثم إنه تعالى نسخه في شريعتنا وجعل للإنسان ما سعى وما لم يسع . وقال المحققون : إن سعي غيره وكذا الأضعاف لما لم ينفعه إلا مبنياً على سعي نفسه وهو أن يكون مؤمناً صالحاً كان سعي غيره كأنه سعي نفسه . والثاني " ما " مصدرية والمضاف محذوف أي الأثواب أو جزاء سعيه . ويجوز أن تكون موصولة أي إلا الجزاء الذي سعى فيه . الثالث في صيغة المضي إشارة إلى أنه لا يفيد الإنسان إلا الذي قد حصل فيه ووجد ، وأما مجرد النية مع التواني والتراخي فذلك مما لا اعتماد عليه ولعل ذلك من مكايد الشيطان يمنيه ويعده إلى أن يحل اوجل بغتة .

/خ62