ثم حكى جواب قومه المحجوجين المستكبرين وذلك قولهم { لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا } أي أحد الأمرين كائن لا محالة إما إخراجكم وإما عودكم إلى الكفر . وهاهنا سؤال وهو أن الكفر على الأنبياء محال فكيف يتصور عوده إليه ؟ وهب أن قول الكفار ليس حجة ، أليس قول شعيب حجة حيث قال { إن عدنا في ملتكم } ؟ وأجيب بأن الكلام بني على التغليب ، وأن شعيباً أراد عود قومه إلا أنه نظم نفسه في جملتهم لما ذكرنا ، أو لعل رؤساءهم قالوا ذلك تلبيساً على القوم وشعيب أجرى كلامه على وفق ذلك ، أو أنه كان في أوّل أمره يخفي مذهبه فتوهموا أنه على دينهم ، أو أريد بالملة الشريعة التي صارت منسوخة بشرعه ، أو يطلق العود على الابتداء كقوله :
وإن تكن الأيام أحسنّ مرّة *** إليّ فقد عادت لهن ذنوب .
قال شعيب في جوابهم { أوَلو كنا كارهين } الهمزة للاستفهام والواو للحال والتقدير : أتعيدوننا في ملتكم في حال كراهيتنا ؟ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.