غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ لَنُخۡرِجَنَّكَ يَٰشُعَيۡبُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرۡيَتِنَآ أَوۡ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَاۚ قَالَ أَوَلَوۡ كُنَّا كَٰرِهِينَ} (88)

85

ثم حكى جواب قومه المحجوجين المستكبرين وذلك قولهم { لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا } أي أحد الأمرين كائن لا محالة إما إخراجكم وإما عودكم إلى الكفر . وهاهنا سؤال وهو أن الكفر على الأنبياء محال فكيف يتصور عوده إليه ؟ وهب أن قول الكفار ليس حجة ، أليس قول شعيب حجة حيث قال { إن عدنا في ملتكم } ؟ وأجيب بأن الكلام بني على التغليب ، وأن شعيباً أراد عود قومه إلا أنه نظم نفسه في جملتهم لما ذكرنا ، أو لعل رؤساءهم قالوا ذلك تلبيساً على القوم وشعيب أجرى كلامه على وفق ذلك ، أو أنه كان في أوّل أمره يخفي مذهبه فتوهموا أنه على دينهم ، أو أريد بالملة الشريعة التي صارت منسوخة بشرعه ، أو يطلق العود على الابتداء كقوله :

وإن تكن الأيام أحسنّ مرّة *** إليّ فقد عادت لهن ذنوب .

قال شعيب في جوابهم { أوَلو كنا كارهين } الهمزة للاستفهام والواو للحال والتقدير : أتعيدوننا في ملتكم في حال كراهيتنا ؟ .

/خ93