غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (62)

50

ثم ذكر حكماً من أحكام المهادنة فقال { وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك } محسبك وكافيك { الله } والمعنى أنهم إن صالحوا على سبيل المخادعة وجب قبول ذلك الصلح لأن الحكم فيه يبنى على الظاهر كما أن أصل الإيمان مبني على الظاهر . ولا تنافي بين هذه الآية وبين ما تقدم من قوله { وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم } [ الأنفال : 58 ] لأن هذه المخادعة محمولة على أمور خيفة تدل على الغل والنفاق ، وذلك الخوف محمول على أمارة قوية يدل على كونهم قاصدين للشر وإثارة الفتنة . ثم أكد كون الله تعالى كافياً له بقوله { هو الذي أيدك بنصره } أي من غير واسطة أسباب معتادة . { وبالمؤمنين } أي بوساطة الأنصار .