غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذۡ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ أَنَّهَا لَكُمۡ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (7)

1

قوله { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين } وقوله { أنها لكم } بدل من { إحدى الطائفتين } وهما العير أو النفير { وتودّون أن غير ذات الشوكة تكون لكم } أي تتمنون أن يكون لكم العير لأنها الطائفة التي لا حدة لها ولا شدّة . والشوكة الحدّة مستعارة من واحدة الشوك { ويريد الله أن يحق الحق } يثبته ويعليه { بكلماته } بآياته المنزلة في محاربة ذات الشوكة من إنزال الملائكة وأسر الكفرة وقتلهم وطرحهم في قليب بدر { ويقطع دابر الكافرين } أي يستأصلهم . والدبر الآخر يعني أنكم تريدون العاجل وسفساف الأمور والله يريد معاليها وما يرجع إلى تقوية الدين وشتان ما بين المرادين . قوله { ليحق الحق } متعلق بمحذوف أي لإظهار الإسلام وإبطال الكفر . فعل ما فعل وإنما قدّر المحذوف متأخراً ليفيد معنى الاختصاص أي ما فعل ذلك إلا لتحقيق الحق وإبطال الباطل وقيل : يتعلق ب { يقطع } فإن قيل : الحق حق لذاته والباطل باطل في ذاته وما ثبت للشيء لذاته فإنه يمتنع تحصيله بجعل جاعل . قلنا : المراد إظهار كون الحق حقاً والباطل باطلاً وذلك يكون تارة بإظهار الدلائل والبيان ، وتارة بتقوية رؤساء الحق وقهر رؤساء الباطل . فإن قيل : أليس في الكلام تكرار ؟ قلنا : لا إذ المراد بالأوّل تثبيت ما وعده في هذه الواقعة من الظفر بالأعداء ، والمراد الثاني إعلاء الإسلام ومحق الكفر . والحاصل أن الأول جزئي أي أنتم تريدون العير والله يريد إهلاك النفير ، الثاني كلي يشمل هذه القضية وغيرها من القضايا التي حصل في ضمنها إعلاء كلمة الله وقمع بكلمة الكفر . احتجت الأشاعرة بقوله { كما أخرجك ربك } .

/خ10