غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ ٱئۡذَن لِّي وَلَا تَفۡتِنِّيٓۚ أَلَا فِي ٱلۡفِتۡنَةِ سَقَطُواْۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ} (49)

38

{ ومنهم من يقول ائذن لي } في القعود { ولا تفتني } ولا توقعني في الفتنة وهي الإثم بأن لا تأذن لي فإني إن تخلفت بغير إذنك أثمت . واحتمل أن يكون قد ذكره على سبيل السخرية أو على سبيل الجد بأن كان يغلب على ظن ذلك المنافق صدق محمد وإن كان غير جازم به بعد . وقيل : لا تفتني أي لا تلقني في التهلكة فإني إن خرجت معك هلك مالي وعيالي . وقيل : قال الجد بن قيس ؛ قد علمت الأنصار أني مستهتر بالنساء فلا تفتني ببنات الأصفر يعني نساء الروم ، ولكني أعينك بما لي فاتركني ، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : قد أذنت لك فنزلت الآية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني سلمة - وكان الجد منهم - من سيدكم يا بني سلمة ؟ قالوا : جد بن قيس غير أنه بخيل جبان . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وأي داء أدوى من البخل ؟ بل سيدكم الفتى الأبيض الجعد الشعر البراء ابن معرور . { ألا في الفتنة سقطوا } أي إن الفتنة هي التي سقطوا فيها وهي فتنة النفاق والتمرد عن قبول التكليف المستتبع لشقاء الدارين ولهذا ختم الآية بقوله { وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } أما في الدنيا فلإحاطة أسبابها بهم من النعي عليهم بالنفاق وإفشاء الأسرار وهتك الأستار وتحقير المقدار ، وأما في الآخرة فلمآل حالهم إلى الدرك الأسفل من النار .

/خ49