غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ بِطَغۡوَىٰهَآ} (11)

1

ثم وعظهم بقصة ثمود لقربها من ديارهم . ولأهل التأويل أن يقولوا : إنما خص هذه القصة لأن ناقة الله هي البدن وعبر بصالح عن الروح ، ولما كانت قصة ثمود مناسبة لأحوال النفس الإنسانية كما مرت في التأويلات ، وكانت هذه السورة مسوقة لبيان مراتب النفس في السعادة والشقاوة ، وخصت القصة بالذكر لذلك ، وعلى هذا التأويل قد يراد بالشمس تجلي النفس الناطقة على البدن بالتدبير الكامل ، وبالقمر الروح الحيواني . أو شمس المعرفة ، وقمر المكاشفة ، ونهار وليل المحو ، وسماء الروح وأرض القلب كما مر مراراً . والطغوى اسم من الطغيان كالتقوى من الوقاية قلبت ياؤه واواً فرقاً بين ما هي اسم وبين ما هي صفة كقولهم " امرأة خزياً وصدياً " والباء للآلة أي فعلت التكذيب بواسطة طغيانها . وقيل : المضاف محذوف والمجموع صفة للعذاب والباء للإلصاق أي كذبت ثمود بما أوعدت من العذاب ذي الطغوى كقوله { فأهلكوا بالطاغية } [ الحاقة :5 ] والأول أوضح لئلا يكون قوله { فكذبوه } تكراراً .

/خ15