فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ بِطَغۡوَىٰهَآ} (11)

{ كذبت ثمود } رسولها صالحا { بطغواها } أنث الفعل لضعف أثر تكذيبهم لأن كل سامع له يعرف ظلمهم فيه لوضوح آيتهم ، والطغوى اسم من الطغيان كالدعوى .

قال الواحدي قال المفسرون : معناه الطغيان حملهم على التكذيب ، والطغيان مجاوزة الحد في المعاصي والباء للسببية كما قاله مجاهد وقتادة وغيرهما ، وقيل بطغواها أي بعذابها الذي وعدت به وسمي العذب طغوى لأنه طغى عليهم فتكون الباء على هذا للتعدية ، وبدأ في الكشاف بأنها للاستعانة مجازا يعني فعلت التكذيب بطغيانها كما تقول ظلمني بجرأته على الله ، وقال محمد بن كعب بطغواها أي بأجمعها .

قرأ الجمهور بفتح الطاء وهو مصدر بمعنى الطغيان ، وإنما قلبت الياء واو للفرق بين الاسم والصفة لأنهم يقلبون الياء في الأسماء كثيرا نحو تقوى وسروى ، وقرئ بضم الطاء وهو مصدر أيضا كالرجعي والحسنى ونحوهما ، وقيل هما لغتان ، واختير التعبير بالطغوى لأنه أشبه برؤوس الآيات قال ابن عباس اسم العذاب الذي جاءها الطغوى فقال كذبت ثمود بعذابها .