غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ} (6)

قال الواحدي : أصل الكنود منع الحق والخير ، بهذا فسر ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك وقتادة ( الكنود ) ، قالوا : ومنه سمي الرجل المشهور بكندة ؛ لأنه كند أباه ففارقه .

وعن الكلبي : الكنود بلسان كندة العاصي ، وبلسان بني مالك البخيل ، وبلسان مضر وربيعة الكفور . وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن الكنود الكفور الذي يمنع رفده ، ويأكل وحده ، ويضرب عبده " ، وفي تقديم الظرف مزيد تقريع ، يعني أنه لنعمة ربه خصوصاً لشديد الكفران ، فكيف نعمة غيره ، مثل الأبوين ونحوهما ؟ وقال الحسن : الكنود اللوام لربه بعد المحن والمصائب ، وينسى النعم والراحات . والأكثرون على أن الإنسان هو الكافر ، لقوله بعد ذلك { أفلا يعلم } ، ويحتمل أن يراد أن جنس الإنس مفطور على ذلك إلا من عصمه الله بلطفه وتوفيقه .

{ أفلا يعلم } يجوز أن يكون توبيخاً على أنه لا يعمل بعلمه .

/خ11