غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَأَثَرۡنَ بِهِۦ نَقۡعٗا} (4)

وقيل : الإيراء عبارة عن شبيب نيران الحرب وإيقادها كقوله { كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله }[ المائدة :64 ] وقيل : هي نيران الغزاة بالليل لحاجة طعامهم أو غيره . وعن عكرمة : هي الأسنة . وقيل : هي المنجحات في الأمور ، فيحتمل أن تكون الخيل أو الإبل ؛ لأنه وجد بها المقصود من الغزو والحج . ويحتمل أن يراد جماعة الغزاة أنفسهم . يقال للمنجح يف حاجته ورى زنده . وفي إقسام الله تعالى بالإبل دلالة على عظم شأنهن وكثرة منافعهن ديناً ودنيا كما قال { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت } [ الغاشية :17 ] { وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون } [ يس :72 ] كذا في الإقسام في بالخيل ، وذلك مشاهد من عدوها وكرها وفرها بحسب مشيئة الراكب ، ولأمر ما قال صلى الله عليه وسلم " الخيل معقود بنواصيها الخير " ، وقالت العقلاء : ظهرها حرز وبطنها كنز .

/خ11