مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةِۭ بِمِثۡلِهَا وَتَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ مَّا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۖ كَأَنَّمَآ أُغۡشِيَتۡ وُجُوهُهُمۡ قِطَعٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مُظۡلِمًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (27)

{ والذين كَسَبُواْ } عطف على { للذين أحسنوا } أي وللذين كسبوا { السيئات } فنون الشرك { جَزَاء سَيّئَةٍ بِمِثْلِهَا } الباء زائدة كقوله { وجزاء سيئة سيئة مثلها } [ الشورى : 40 ] أو التقدير جزاء سيئة مقدر بمثلها { وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } ذل وهوان { مَا لَهُم مِنَ الله } من عقابه { مِنْ عَاصِمٍ } أي لا يعصمهم أحد من سخطه وعقابه { كأنما أُغشيت وجوهُهم قِطعاً من الليل مظلماً } أي جعل عليها غطاء من سواد الليل أي هم سود الوجوه . و { قطعاً } جمع قطعة وهو مفعول ثان { أُغشيت } . قِطْعاً مكي وعلي من قوله { بِقِطْعٍ مّنَ اليل } [ هود : 81 ] وعلى هذه القراءة { مظلماً } صفة لقطع ، وعلى الأول حال من { الليل } والعامل فيه { أغشيت } لأن { من الليل } صفة ل { قطعاً } فكان إفضاؤه إلى الموصوف كإفضائه إلى الصفة ، أو معنى الفعل في { من الليل } { أُولَئِكَ أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون . }