وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا ) جزاء سيئة مما توجبه الحكمة أن يجزي بمثلها ، وأما جزاء الإحسان الخير فطريق [ الفاء ساقطة من الأصل وم ] وجوبه [ الإفضال والإحسان ، ليس طريق وجوبه ][ ساقطة من م ] الحكمة ؛ إذ سبق من الله إلى كل أحد من النعم ما ليس في وسعه القيام بمكافأة واحد منها عمره ، وإن طال ، واجتهد كل جهده فضلا أن يستوجب قبله جزاء ما كان منه من الخيرات .
وقوله تعالى : ( وترهقهم ذلة ) هو ما ذكر من آثار السيئات التي عملوها[ في الأصل وم : علموها ] في الدنيا ذلا وهوانا لهم ( مَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ) وذلك أنهم ، والله أعلم ، كانوا يعبدون الأصنام رجاء أن يكونوا لهم شفعاء ، فأخبر أن ليس لهم من عذاب [ الله ][ من م ، ساقطة من الأصل ] مانع يمنع ذلك عنهم كقولهم : ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله )[ الآية : 18 ] .
وقوله تعالى : ( كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنْ اللَّيْلِ ) قيل : ألبست ، وأعطيت ، وقطعا مثَّقَلا[ يقصد محركا ، أنظر معجم القراءات القرآنية ح3/71 ] وخفَّفا قِطعا ؛ قيل : القِطَعُ بالتثقيل هو جمع القِطعة ، والقطع بالتخفيف جُزء من الليل . يقال : سرنا بقطع من الليل أي بجزء من الليل ، وقوله : ( فأسر بأهلك بقطع من الليل )[ هود : 81 ] أي بجزء منه ، والله أعلم .
ثم شبه وجوههم بظلمة الليل ، ولم يشبه بسواد الوجوه على ما يكون من سواد الوجوه في دنيا ، فذلك ، والله أعلم ، أن سواد الوجوه على ما يكون في الدنيا لا يبلغ من القبح غايته ؛ إذ قد يرغب من كان جنسه ونوعه في ذلك ، ويحسن ذلك عنده . فإذا كانت الرغبة قد تقع لبعضهم في بعض لم يبلغ في القبح غايته . وأما ظلمة الليل فإن الطباع تنفر عنها ، ولا تقع الرغبة بحال . لذلك شبه وجوه أهل النار بها ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.