التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةِۭ بِمِثۡلِهَا وَتَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ مَّا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۖ كَأَنَّمَآ أُغۡشِيَتۡ وُجُوهُهُمۡ قِطَعٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مُظۡلِمًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (27)

قال تعالى { والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } .

قال ابن كثير : لما أخبر تعالى عن حال السعداء الذين يضاعف لهم الحسنات ويزدادون على ذلك عطف بذكر حال الأشقياء فذكر تعالى عدله فيهم وأنه يجازيهم على السيئة بمثلها لا يزيدهم على ذلك { وترهقهم } أي تعتريهم وتعلوهم ذلة من معاصيهم وخوفهم منها كما قال : { وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل } الآية ، وقال تعالى { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم } الآيات ، وقوله { ما لهم من الله من عاصم } أي مانع ولا واق يقيهم العذاب كقوله تعالى { يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر } وقوله : { كأنما أغشيت وجوههم } الآية إخبار عن سواد وجوههم في الدار الآخرة كقوله تعالى : { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون } وقوله تعالى { وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة } الآية .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { وترهقهم ذلة } ، قال : تغشاهم ذلة وشدة .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما } ، قال : ظلمة من الليل .