{ والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها } أي يجازي سيئة واحدة بسيئة واحدة لا يزاد عليها كما يزاد في الحسنة ، وهذا أولى مما عداه وفيه سبعة أوجه قررها السمين لا نطول بذكرها والمراد بالسيئة إما الشرك أو المعاصي التي ليست بشرك وهي ما يتلبس به العصاة من المعاصي قال ابن كيسان : الباء زائدة والمعنى جزاء سيئة مثلها وقيل جزاء سيئة كائن بمثلها .
وقيل التقدير فلهم جزاء سيئة ، وفيه التنبيه على الفرق بين الحسنات والسيئات لأن الحسنات يضاعف ثوابها لعاملها ، من الواحدة إلى العشرة السبعمائة إلى أضعاف كثيرة تفضلا منه سبحانه وتكرما ، وأما السيئات فإنه يجازي فاعلها عليها بمثلها عدلا منه سبحانه .
{ وترهقهم } أي تغشاهم { ذلة } أي هوان وخزي ، وقال ابن عباس ذلة وشدة { ما لهم من الله من عاصم } أي لا يعصمهم أحد كائنا من كان من سخط الله وعذابه أو ما لهم من جهة الله ومن عنده من يعصمهم كما يكون للمؤمنين والأول أولى .
{ كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما } القطع بفتح الطاء جمع قطعة وبإسكانها جزء وهما قراءتان سبعيتان قال ابن السكيت : القطع طائفة من الليل وقيل ظلمة آخر الليل ، وقال الأخفش : سواد الليل ، والجملة حالية أو مستأنفة أي أغشيت وألبست وجوههم قطعا وسوادا من الليل في حال ظلمته .
{ أولئك } أي الموصوفون بهذه الصفات الذميمة { أصحاب النار هم فيها خالدون } إطلاق الخلود هنا مقيد بما تواتر في السنة من خروج عصاة الموحدين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.