مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَأَسۡبَغَ عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةٗ وَبَاطِنَةٗۗ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ} (20)

{ أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ الله سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى السماوات } يعني الشمس والقمر والنجوم والسحاب وغير ذلك { وَمَا فِى الأرض } يعني البحار والأنهار والمعادن والدواب وغير ذلك { وَأَسْبَغَ } وأتم { عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ } مدني وأبو عمرو وسهل وحفص . { نعمة } غيرهم والنعمة كل نفع قصد به الإحسان { ظاهرة } بالمشاهدة { وَبَاطِنَةً } ما لا يعلم إلا بدليل ثم قيل : الظاهرة البصر والسمع واللسان وسائر الجوارح الظاهرة ، والباطنة القلب والعقل والفهم وما أشبه ذلك . ويروى في دعاء موسى عليه السلام : إلهي دلني على أخفى نعمتك على عبادك فقال : أخفى نعمتي عليهم النفس . وقيل : تخفيف الشرائع وتضعيف الذرائع والخلق ونيل العطايا وصرف البلايا وقبول الخلق ورضا الرب . وقال ابن عباس : الظاهرة ما سوّى من خلقك والباطنة ما ستر من عيوبك . { ومِنَ الناس مَن يجادل فِى الله بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كتاب مُّنِيرٍ } نزلت في النضر بن الحرث وقد مر في «الحج »