الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَأَسۡبَغَ عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةٗ وَبَاطِنَةٗۗ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ} (20)

أخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن عطاء رضي الله عنه قال : « سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله { وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } قال : هذه من كنوز علي قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أما الظاهرة ؛ فما سوى من خلقك ، وأما الباطنة ؛ فما ستر من عورتك ، ولو أبداها لقلاك أهلك فمن سواهم » .

وأخرج ابن مردويه والبيهقي والديلمي وابن النجار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول { وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } قال : « أما الظاهرة ؛ فالإِسلام وما سوى من خلقك ، وما أسبغ عليك من رزقه ، وأما الباطنة ؛ فما ستر من مساوئ عملك ، يا ابن عباس إن الله تعالى يقول : ثلاث جعلتهن للمؤمن : صلاة المؤمنين عليه من بعده . وجعلت له ثلث ماله أكفر عنه من خطاياه . وسترت عليه من مساوئ عمله ، فلم أفضحه بشيء منها ، ولو أبديتها لنبذه أهله فمن سواهم » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } قال : النعمة الظاهرة : الإِسلام . والنعمة الباطنة : كل ما ستر عليكم من الذنوب والعيوب والحدود .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ { وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } قال : هي لا إله إلا الله .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأها { وأسبغ عليكم نعمه } قال : لو كانت نعمة كانت نعمة دون نعمة .

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وأسبغ عليكم نعمه } قال : لا إله إلا الله ظاهرة قال : على اللسان { وباطنة } قال : في القلب .

وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن مقاتل رضي الله عنه في قوله { نعمه ظاهرة } قال : الإِسلام { وباطنة } قال : ستره عليكم المعاصي .

وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } قال : أما الظاهرة : فالإِسلام . والقرآن ، وأما الباطنة : فما ستر من العيوب .