ثم قال : { ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض } يعني : شمسها وقمرها ونجومها وجبالها وعيونها وبحرها وجميع منافعها التي هي صلاح للعباد في أنفسهم وفي معاشهم وتصرفهم .
ثم قال تعالى : { وأسبغ عليكم نعمه ظاهره وباطنه } .
[ من جمع النعم جعل ظاهرة وباطنة حالا ] {[54984]} . ومن وحد جعلها نعتا {[54985]} .
وقال ابن عباس في توحيد النعمة . هي الإسلام {[54986]} .
وقال مجاهد : هي لا إله إلا الله {[54987]} .
وروي ذلك أيضا عن ابن عباس {[54988]} .
فيكون المعنى : ظاهرة على الألسن وعلى الأبدان والجوارح عملا ، وباطنة في القلوب اعتقادا ومعرفة .
وروى الضحاك عن ابن عباس أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : " الظاهرة الإسلام وما أحسن من خلقك ، والباطنة ما ستر عليك من سيء عملك {[54989]} " .
ثم قال تعالى : { ومن الناس من يجادل في الله } .
أي : يخاصم في توحيد الله وإخلاصه العبادة له بغير علم عنده لما يخاصم به { ولا هدى } أي : ولا إيمان يبين به صحة ما يقول { ولا كتاب منير } أي : ولا تنزيل من الله عنده بما يدعي يبين به صحة دعواه .
قال ابن عباس : هو النضر بن الحارث {[54990]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.