الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَأَسۡبَغَ عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةٗ وَبَاطِنَةٗۗ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ} (20)

ثم قال : { ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض } يعني : شمسها وقمرها ونجومها وجبالها وعيونها وبحرها وجميع منافعها التي هي صلاح للعباد في أنفسهم وفي معاشهم وتصرفهم .

ثم قال تعالى : { وأسبغ عليكم نعمه ظاهره وباطنه } .

[ من جمع النعم جعل ظاهرة وباطنة حالا ] {[54984]} . ومن وحد جعلها نعتا {[54985]} .

وقال ابن عباس في توحيد النعمة . هي الإسلام {[54986]} .

وقال مجاهد : هي لا إله إلا الله {[54987]} .

وروي ذلك أيضا عن ابن عباس {[54988]} .

فيكون المعنى : ظاهرة على الألسن وعلى الأبدان والجوارح عملا ، وباطنة في القلوب اعتقادا ومعرفة .

وروى الضحاك عن ابن عباس أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : " الظاهرة الإسلام وما أحسن من خلقك ، والباطنة ما ستر عليك من سيء عملك {[54989]} " .

ثم قال تعالى : { ومن الناس من يجادل في الله } .

أي : يخاصم في توحيد الله وإخلاصه العبادة له بغير علم عنده لما يخاصم به { ولا هدى } أي : ولا إيمان يبين به صحة ما يقول { ولا كتاب منير } أي : ولا تنزيل من الله عنده بما يدعي يبين به صحة دعواه .

قال ابن عباس : هو النضر بن الحارث {[54990]} .


[54984]:ما بين المعقوفين مثبت في الطرة.
[54985]:انظر: مشكل الإعراب لمكي 2/567، وإعراب النحاس 3/286، وقراءة النعم بالجمع هي قراءة نافع وأبي عمرو وحفص في حين قرأ الباقون بالتوحيد. انظر: الكشف لمكي 2/189، والسبعة لابن مجاهد 513، والحجة لأبي زرعة 565 ـ 566، والتيسير للداني 177، والنشر لابن الجزري 2/347
[54986]:انظر: جامع البيان 21/78
[54987]:انظر: جامع البيان 21/78، وتفسير سفيان الثوري 238، والدر المنثور 6/526
[54988]:انظر: جامع البيان 21/78
[54989]:أورده علاء الدين علي المتقي في كنز العمال رقم 3024، والقرطبي في الجامع 14/73
[54990]:انظر: الجامع للقرطبي 14/74