قوله عز وجل : { أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ الله سَخَّرَ لَكُمْ } يعني : قل يا محمد لأهل مكة : { أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ الله } ذلل لكم { مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض } كل ذلك من الله تعالى . يعني : ومن قدرة الله ورحمته وحده لا شريك له { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهرة وَبَاطِنَةً } فالظاهرة : التي يراها الناس ، والباطنة ما غاب عن الناس . ويقال : النعم الظاهرة شهادة أن لا إله إلاَّ الله ، وأما الباطنة فالمعروفة بالقلب . وقال مقاتل : { ظاهرة } تسوية الخلق والرزق . و{ باطنة } تستر عن العيون - عن ابن عباس قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهرة وَبَاطِنَةً } فقال : «الظَّاهِرَةُ الإسْلامُ ، وَالبَاطِنَةُ مَا سَتَرَ سَوْأَتَكَ » .
قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص : { نِعَمَهُ } بنصب العين والميم ، وضم الهاء . وقرأ الباقون : { نِعَمَهُ } بجزم العين ونصب الهاء والميم . فمن قرأ { نِعَمَهُ } بالجزم فهي نعمة واحدة وهي ما أعطاه الله من توحيده . ومن قرأ : { نِعَمَهُ } فهو على معنى جميع ما أنعم الله عز وجل عليهم .
ثم قال : { وَمِنَ الناس مَن يجادل فِي الله } يعني : يخاصم في دين الله عز وجل : { بِغَيْرِ عِلْمٍ } يعني : بغير حجة وهو النضر بن الحارث { وَلاَ هُدًى } بغير بيان من الله عز وجل { وَلاَ كتاب مُّنِيرٍ } يعني : مضيئاً فيه حجة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.