جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَأَسۡبَغَ عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةٗ وَبَاطِنَةٗۗ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ} (20)

{ أَلَمْ تَرَوْا{[4009]} أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ } : بأن جعله أسباب منافعكم ، { وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ } : أوفى وأتم ، { عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً } : محسوسة وما تعرفونه ، { وَبَاطِنَةً } : معقولة وما لا تعرفونه ، { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ } أي : مع هذا بعض الناس يجادل في صفاته وإرساله للرسل ، { بِغَيْرِ عِلْمٍ } غير مستند بحجة عقلية ، { وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ } أي : ولا نقلية من اتباع رسول وكتاب واضح مضيء ، بل قلدوا جهالهم كما قال :


[4009]:ولما كانت السورة لاتباع القرآن الآمر بالتوحيد وحسن الأخلاق وأتى بحكاية لقمان، فإنه مقدم على نزول القرآن وهو أمر بما أمر به القرآن رجع إلى دليل وجوب اتباع كلامه فقال: {ألم تروا أن الله} الآية /12 وجيز.