مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَقَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (52)

{ وَقَالُواْ } حين عاينوا العذاب { آمَنَّا بِهِ } بمحمد عليه السلام لمرور ذكره في قوله { مَا بصاحبكم مّن جِنَّةٍ } [ سبأ : 46 ] أو بالله { وأنى لَهُمُ التناوش مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } التناوش : التناول أي كيف يتناولون التوبة وقد بعدت عنهم ، يريد أن التوبة كانت تقبل منهم في الدنيا وقد ذهبت الدنيا وبعدت من الآخرة . وقيل : هذا تمثيل لطلبهم ما لا يكون وهو أن ينفعهم إيمانهم في ذلك الوقت كما نفع المؤمنين إيمانهم في الدنيا ، مثلت حالهم بحال من يريد أن يتناول الشيء من غلوة كما يتناول الآخر من قيس ذراع . { التناؤش } بالهمزة : أبو عمرو وكوفي غير حفص همزت الواو لأن كل واو مضمومة ضمتها لازمة إن شئت أبدلتها همزة وإن شئت لم تبدل نحو قولك «أدور وتقاوم » ، وإن شئت قلت «أدؤر وتقاؤم » . وعن ثعلب : التناؤش بالهمز التناول من بعد ، وبغير همز التناول من قرب .