مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قُل لَّآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ إِنِّي مَلَكٌۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۚ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} (50)

{ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ الله } أي قسمه بين الخلق وأرزاقه ، ومحل { وَلا أَعْلَمُ الغيب } النصب عطفاً على محل { عِندِي خَزَائِنُ الله } لأنه من جملة المقول كأنه قال : لا أقول لكم هذا القول ولا هذا القول { وَلآ أَقُولُ لَكُمْ إِنّي مَلَكٌ } أي لا أدعي ما يستبعد في العقول أن يكون لبشر من ملك خزائن الله وعلم الغيب ودعوى الملكية ، وإنما أدعي ما كان لكثير من البشر وهو النبوة { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَىَّ } أي ما أخبركم إلا بما أنزل الله علي { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعمى والبصير } مثل للضال والمهتدي ، أو لمن اتبع ما يوحى إليه ومن لم يتبع ، أو لمن يدعي المستقيم وهو النبوة والمحال وهو الإلهية { أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } فلا تكونوا ضالين أشباه العميان أو فتعلموا أني ما ادعيت ما لا يليق بالبشر ، أو فتعلموا أن اتباع ما يوحى إلي مما لا بد لي منه ،