الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُل لَّآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ إِنِّي مَلَكٌۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۚ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} (50)

قوله تعالى : { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ الله وَلا أَعْلَمُ الغيب وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ . . . } [ الأنعام :50 ] .

هذا مِنَ الرَّدِّ على القائلين : { لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ } [ الأنعام : 37 ] والطَّالِبِينَ أنْ ينزَّل ملَكٌ ، أو تكونَ له جَنَّةٌ أو كَنْزٌ ، ونَحْوُ هَذَا ، والمعنى : إنما أنا بشر ، وإنما أَتَّبِعُ ما يوحى إليَّ ، وهو القرآنُ ، وسَائِرُ ما يأتيه مِنَ اللَّه سبحانه ، أي : وفي ذلك عِبَرٌ وآياتٌ لمن تأمَّل .

وقوله سبحانه : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعمى والبصير } ، أي : هل يستوي المؤمِنُ المُفَكِّرُ في الآياتِ ، معِ الكافِرِ المُعْرِضِ عَنِ النَّظَر ، { أفلا تتفكَّرون } ، وجاء الأمر بالفِكْرة في عبارة العَرْض والتَّحْضيض .