مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَدۡ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمۡ تَحِلَّةَ أَيۡمَٰنِكُمۡۚ وَٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ} (2)

{ قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أيمانكم } قد قدر الله لكم ما تحللون به أيمانكم وهي الكفارة ، أو قد شرع لكم تحليلها بالكفارة ، أو شرع الله لكم الاستثناء في أيمانكم من قولك حلل فلان في يمينه إذا استثنى فيها وذلك أن يقول «إن شاء الله » عقيبها حتى لا يحنث ، وتحريم الحلال يمين عندنا . وعن مقاتل« أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق رقبة في تحريم مارية » . وعن الحسن أنه لم يكفر لأنه كان مغفوراً له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وإنما هو تعليم للمؤمنين { والله مولاكم } سيدكم ومتولي أموركم . وقيل : مولاكم أولى بكم من أنفسكم فكانت نصيحته أنفع لكم من نصائحكم أنفسكم { وَهُوَ العليم } بما يصلحكم فيشرعه لكم { الحكيم } فيما أحل وحرم .