وأخرج ابن سعد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم أم إبراهيم ، فقال : «هي عليّ حرام ، فقال : والله لا أقربها ، فنزلت { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } » .
وأخرج ابن سعد عن مسروق والشعبي قالا : آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته وحرمها ، فأنزل الله { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } وأنزل { لم تحرم ما أحل الله لك } .
وأخرج الهيثم بن كليب في مسنده والضياء المقدسي في المختارة من طريق نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة : «لا تحدثي أحداً وإن أم إبراهيم عليَّ حرام ، فقالت : أتحرم ما أحل الله لك ؟ قال : فوالله لا أقربها ، فلم يقربها نفسه حتى أخبرت عائشة فأنزل الله { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } » .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مسروق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف لحفصة أن لا يقرب أمته ، وقال : هي عليَّ حرام ، فنزلت الكفارة ليمينه وأمر أن لا يحرم ما أحل الله له .
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الضحاك أن حفصة زارت أباها ذات يوم ، وكان يومها ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجدها في المنزل ، فأرسل إلى أمته مارية ، فأصاب منها في بيت حفصة ، وجاءت حفصة على تلك الحال ، فقالت يا رسول الله : أتفعل هذا في بيتي وفي يومي ؟ قال : فإنها عليّ حرام ولا تخبري بذلك أحداً ، فانطلقت حفصة إلى عائشة ، فأخبرتها بذلك فأنزل الله { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } إلى قوله : { وصالح المؤمنين } فأمر أن يكفر عن يمينه ، ويراجع أمته .
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية سريته بيت حفصة فوجدتها معه ، فقالت : يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك ؟ قال : «فإنها عليَّ حرام أن أمسها ، واكتمي هذا عليَّ » ، فخرجت حتى أتت عائشة ، فقالت : ألا أبشرك ؟ قالت : بماذا ؟ قالت : وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، فقلت : يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك ؟ فكان أوّل السر أنه أحرمها على نفسه ، ثم قال لي : يا حفصة ألا أَبشرك فأعلمي عائشة أن أباك يلي الأمر من بعده ، وأن أبي يليه بعد أبيك ، وقد استكتمني ذلك فاكتميه ، فأنزل الله { يا أيها النبي لم تحرم } إلى قوله : { غفور رحيم } أي لما كان منك إلى قوله : { وإذا أسر النبي إلى بعض أزواجه } يعني حفصة { حديثاً فلما نبأت به } يعني عائشة { وأظهره الله عليه } أي بالقرآن { عرف بعضه } عرف حفصة ما أظهر من أمر مارية { وأعرض عن بعض } عما أخبرت به من أمر أبي بكر وعمر ، فلم يُبْدِه { فلما نبأها به } إلى قوله : { الخبير } ثم أقبل عليهما يعاتبهما فقال : { إن تتوبا إلى الله } إلى قوله : { ثيبات وأبكاراً } فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم وأخت نوح عليه السلام ، ومن الأبكار مريم بنت عمران وأخت موسى .
وأخرج الحارث بن أبي أسامة عن عائشة قالت : لما حلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح ، فأنزل الله { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } فأحل يمينه وأنفق عليه .
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه من طريق علي عن ابن عباس { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } قال : أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إذا حرموا شيئاً مما أحل الله لهم أن يكفروا أيمانهم بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة ، وليس يدخل في ذلك الطلاق .
وأخرج عبد بن حميد عن ميمون بن مهران رضي الله عنه في قوله : { تحلة أيمانكم } قال : يقول قد أحللت لك ما ملكت يمينك ، فلم تحرم ذلك وقد فرضت لك تحلة اليمين تكفر بها يمينك ؟ كل ذلك في هذا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.