{ قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أيمانكم } يعني : بيَّن الله لكم كفارة أيمانكم . ويقال : أوجب الله عليكم كفارة أيمانكم . وفي الآية وجه آخر ؛ روى هشام بن عروة ، عن أبية ، عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلو والعسل ، وكان إذا صلى العصر ، دار على نسائه ، فيدنو منهن ؛ فدخل على حفصة ، فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس ، فسألت عائشة عن ذلك ، فقيل لها : أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل ، فسقت لرسول الله صلى الله عليه وسلم منه . فقالت : أما والله لنحتالن . فذكرت ذلك لسودة ، وقالت : إذا دخل فإنه سيدنو منك ، فقولي له : أكلت المغافير ؟ فإنه سيقول لك : لا . فقولي له : ما هذه الريح ؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه إذا وجد منه الريح ، فإنه سيقول لك : حفصة سقتني شربة عسل . فقولي له : جرست نحلة العُرْفُط يعني : أن تلك النحلة أكلت العرفط ، وهو نبات به رائحة منكرة . وسأقول له ذلك ، وقولي له أنت يا صفية . فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سودة ، قالت سودة : لقد كدت أن أناديه وإنه لعلى الباب فرقاً منك ، فلما دنا مني ، قلت : أكلت المغافير ؟ قال : لا ، قالت : فما هذه الريح ؟ قال : سقتني حفصة شربة عسل . قلت : جرست نحلة العرفط . فلما دخل على صفية ، قالت له مثل ذلك ، فلما دخل على حفصة ، قالت له : يا رسول الله ، ألا أسقيك منه ؟ قال : لا حاجة لي به .
وروى ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من شراب عند سودة من العسل ، فدخل على عائشة ، فقالت له : إني أجد منك ريحاً . ثم دخل على حفصة ، فقالت : إني أجد منك ريحاً . قال : أراه من شراب شربته عند سودة ، والله لا أشربه ، فنزل : { يا أيها النبي لِمَ تُحَرّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ } . ثم قال : { قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أيمانكم } يعني : أوجب عليكم كفارة أيمانكم . { والله مولاكم } يعني : ناصركم وحافظكم { وَهُوَ العليم } بما قالت حفصة لعائشة في أمر مارية . { الحكيم } حكم بكفارة اليمين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.