محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٖ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامٗا وَحَلَٰلٗا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ} (59)

/ ثم بين تعالى أن من فضله على الناس تبيين الحرام من الحلال على ألسنة الرسل ، لئلا يفتروا عليه الكذب بتحريم ما أحل أو عكسه ، كما فعل المشركون ، بقوله سبحانه :

[ 59 ] { قل أرأيتم ما أنزل لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون 59 } .

{ قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق } أي ما خلق لكم من حرث وأنعام { فجعلتم منه حراما وحلالا } أي أنزله تعالى رزقا حلالا كله ، فبغضتموه ، وقلتم : هذا حلال وهذا حرام ، كقولهم{[4746]} : { هذه أنعام وحرث حجر } { ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا } {[4747]} { قل آلله أذن لكم } في الحكم بالتحريم والتحليل ، فأنتم تفعلون ذلك بإذنه { أم على الله تفترون } أي تختلقون الكذب .


[4746]:[6 / الأنعام / 138].
[4747]:[6 / الأنعام / 139].