الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٖ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامٗا وَحَلَٰلٗا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ} (59)

قوله : { قل أرأيتم ما أنزل الله{[31209]} لكم من رزق } – إلى قوله – { يشكرون }{[31210]}[ 59-60 ] : والمعنى : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : أرأيتم الذي أنزل الله إليكم من رزق ، وحولكموه فحللتم بعضه ، وحرمتم بعضه{[31211]} : وذلك أنهم كانوا يحرمون بعض أنعامهم ، وبعض زروعهم ، وقد ذكر ذلك في المائدة{[31212]} والأنعام{[31213]} .

ومعنى الآية : أنها نهي{[31214]} عن تحليل ما حرم{[31215]} الله . وعن{[31216]} تحريم ما أحل الله سبحانه{[31217]} ، وعن تحليل ما لم يأذن الله بتحليله{[31218]} ، وتحريم ما لم يأذن بتحريمه .

{ الله أذن لكم{[31219]} أم على الله تفترون }[ 59 ] : أي : تختلقون ما لم يأمر به .


[31209]:ساقط من ط.
[31210]:ق: يشركون.
[31211]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/111، ومعاني الزجاج 3/25.
[31212]:حرموا البحائر، والسوائب: وهي أنواع من الإبل كانوا يحرمون ذبحها. انظر تفصيل ذلك في تفسير مجاهد 381، وجامع البيان 11/116-134، والمحرر 9/59 ضمن تفسير الآية 109 من المائدة، وانظر: تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية تحقيق سورة المائدة والأنعام: 2193-2194 و 2199-2200 و2201-2202 و2219-2220 و2242-2243.
[31213]:انظر بتفصيل القول في هذه الآية في: جامع البيان 12/139-146 عند تفسير الآية 137 من الأنعام، وانظر: الهداية إلى بلوغ النهاية، تحقيق سورة الأنعام عند تفسير المؤلف للآية.
[31214]:ط: مطموس.
[31215]:ط: ما لم يأذن الله بتحليله.
[31216]:ساقط من ط.
[31217]:ساقط من ق.
[31218]:ط: بتحريمه.
[31219]:ق: بهذه.