ثم أشار إلى طريق ثالث في إثبات النبوة فقال : { قل أرأيتم } الآية . وتقريره أنكم تحكمون بحل بعض الأشياء وبحرمة بعضها فإن كان هذا لمجرد التشهي فذلك طريق باطل مهجور بالاتفاق لأدائه إلى التنازع والتشاجر واختلاف الآراء وافتراق الأهواء ، وإن كان لأنه حكم الله فيكم فبم عرفتم ذلك فإن كان بقول رسول أرسله إليكم فقد اعترفتم بصحة النبوة وإلا كان افتراء على الله . وفي الآية أيضاً إشارة إلى فساد طريقتهم في شرائعهم وأحكامهم من تحريم السوائب والبحائر وقولهم : { هذه أنعام وحرث حجر } [ الأنعام : 138 ] وغير ذلك . { وما أنزل } الجملة في محل الرفع بالابتداء وخبره { آلله أذن لكم } و{ قل } مكرر للتأكيد والرابط محذوف ، ومجموع المبتدأ والخبر متعلق ب { أرأيتم } والمعنى أخبروني الذي أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً الله أذن لكم في تحريمه وتحليله { أم على الله تفترون } وعن الزجاج أن «ما » في { ما أنزل } بمعنى الاستفهام منصوباً ب { أنزل } وأنه مع معموله مفعول { أرأيتم } معناه أخبرونيه . وعلى هذا يكون { قل آلله } كلاماً مستأنفاً . ومعنى أنزل خلق وأنشأ كقوله : { وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج } [ الزمر : 6 ] وذلك أن كل ما في الأرض من زرع أو ضرع فإنه بسبب الماء النازل من السماء . قال في الكشاف : ويجوز أن تكون الهمزة في { آلله } للإنكار و «أم » منقطعة بمعنى «بل » أتفترون على الله تقريراً للافتراء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.