محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَلَآ إِنَّهُمۡ يَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ لِيَسۡتَخۡفُواْ مِنۡهُۚ أَلَا حِينَ يَسۡتَغۡشُونَ ثِيَابَهُمۡ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (5)

[ 5 ] { ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور 5 } .

ثم بين تعالى إعراضهم بجسمهم أيضا ، إثر الإشارة إلى توليهم بقلبهم ، بقوله : { ألا إنهم يثنون صدورهم } أي يزورون عن الحق واستماعه بصدورهم { ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون } أي في قلوبهم { وما يعلنون } أي يجهرون بأفواههم { إنه عليم بذات الصدور } أي بما في ضمائر القلوب . ونظير ما حكي هنا عن مشركي مكة من كراهتهم لاستماع كلامه تعالى ، ما قاله تعالى عن قوم نوح{[4800]} { وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا } . وما ذكرناه هو أظهر ما تحمل عليه الآية والله أعلم .


[4800]:[71 / نوح / 7].