أضيفت إليه لتضمنها نبأه مع قومه ، وتمييزا لها ، وإن تضمنت أنباء غيره من الأنبياء عليهم السلام .
وقال المهايميّ : سميت به لقوله{[1]} : { إني توكلت على الله ربي وربكم ، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم } الدال على توحيد الأفعال ، مع استقامته بإعطاء كل مستعد ما يستعد له ، المقتضية للأحكام والجزاء ، وهي من أعظم المقاصد . اه .
وهي مكية . واستثني منها ثلاث آيات أنزلت بالمدينة فألحقت بها : { فلعلك تارك } {[2]} { أفمن كان على بينة من ربه } {[3]} ، { وأقم الصلاة طرفي النهار } {[4]} .
روى الحاكم عن أبي بكر رضي الله عنه قال : " يا رسول الله ! قد شبت ! قال : قد شيبتني ( هود ) و ( الواقعة ) و ( المرسلات ) و { عم يتساءلون } و { إذا الشمس كورت } " . ورواه هو والترمذي عن ابن عباس .
وروي أيضا عن أنس وسهل وعمران . وفي رواية : " شيبتني هود وأخواتها ذكر يوم القيامة وقصص الأمم " . وفي رواية : " شيبتني هود وأخواتها . وما فعل بالأمم " .
[ 1 ] { آلر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير1 } .
{ آلر } تقدم الكلام على مثلها في أول سورة البقرة فليتذكر .
{ كتاب أحكمت آياته } أي نظمت نظما رصينا محكما معجزا ، وأثبتت دائمة على حالها لا تتبدل ولا تتغير ولا تفسد ، محفوظة عن كل نقص وآفة { ثم فصلت } أي لأنواع من دلائل التوحيد والأحكام والمواعظ والقصص ، كما تفصل القلائد بالفرائد . أو جعلت فصولا سورة سورة ، وآية آية ، أو فصل فيها ما يحتاج إليه العباد ، أي : بيّن ولخّص .
قيل : ( ثم ) هنا للتراخي في الحكم ، أي الرتبة أو التراخي بين الإخبارين ، لا للتراخي في الوقت ، لأن التفصيل والإحكام صفتان لشيء واحد ، لا تنفك إحداهما عن الأخرى ، فليس بينهما ترتب وتراخ . وهذا التكلف ، على أن ( ثم ) تقتضي الترتيب ، وقد خالف قوم في اقتضائها إياه ، كما حكاه في ( المغني ) .
{ من لدن حكيم خبير } أي إحكامها وتفصيلها من لدن حكيم خبير بناها على علم وحكمة ، لا يمكن أحسن منها ، وأشد إحكاما . وخبير بتفاصيلها على ما ينبغي في النظام الحكمي في تقديرها وتوقيتها وترتيبها قاله القاشاني .
قال الزمخشري : وفيه طباق حسن ، لأن المعنى أحكمها حكيم وفصلها ، أي بيّنها وشرحها خبير عالم بكيفيات الأمور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.