محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{هَٰذَا بَلَٰغٞ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِۦ وَلِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (52)

وقوله تعالى :

/ [ 52 ] { هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب 52 } .

{ هذا } إشارة إلى القرآن أو السورة وقوله { بلاغ للناس } أي كفاية لهم لما فيه من العظة والتذكير . وقوله : { ولينذروا به } أي ليخوّفوا وليوعظوا به عن الجرائم التي أخذ بها الأولون { وليعلموا أنما هو إله واحد } أي يستدلوا بما فيه من الحجج والدلائل على أنه لا إله إلا هو . وإنما قدم إنذارهم لأنهم إذا خافوا ما أنذروا به ، دعتهم المخافة إلى النظر حتى يتوصلوا إلى التوحيد . لأن الخشية أم الخير كله . أفاده الزمخشري : { وليذّكر أولوا الألباب } أي ليتعظ به ذووا العقول ، فيقبلوا على ما فيه نجاتهم وسعادتهم .