السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{هَٰذَا بَلَٰغٞ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِۦ وَلِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (52)

ولا شأن عن شأن قوله تعالى : { هذا } إشارة إلى القرآن الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور ، نزل منزلة الحاضر وقيل : إلى السورة { بلاغ } ، أي : كان غاية الكفاية في الإيصال { للناس } والموعظة لهم ، وقوله تعالى : { ولينذروا } ، أي : وليخوّفوا { به } عطف على محذوف ذلك المحذوف متعلق ببلاغ تقديره ، أي : لينصحوا ولينذروا ، وقيل : الواو مزيدة ، ولينذروا متعلق ببلاغ { وليعلموا } ، أي : بما فيه من الحجج على وحدانية الله تعالى . { أَنما هو } ، أي : الله { إله واحد } فيستدلوا بذلك على أنّ الله واحد لا شريك له { وليذكر } بإدغام التاء في الأصل في الذال ، أي : يتعظّ { أولو الألباب } ، أي : أصحاب العقول الصافية من الأكدار ، والأفهام الصحيحة ، فإنه موعظة لمن اتعظ .

تنبيه : ذكر سبحانه وتعالى لهذا البلاغ ثلاث فوائد مستفادة من قوله تعالى : { ولينذروا به } وتالييه والحكمة في إنزال الكتب تكميل الرسل للناس ، واستكمالهم القوّة النظرية التي منتهى كمالها التوحيد ، واستصلاح القوّة العملية التي هي التدرع بلباس التقوى ، جعلنا الله تعالى من الفائزين بها بمحمد وآله ، وفعل ذلك بوالدينا وأحبابنا .

ختام السورة:

وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ سورة إبراهيم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل من عبد الأصنام وعدد من لم يعبد » حديث موضوع . قال العلامة ابن جماعة في «شرح منظومة ابن فرج » التي أولها غرامي صحيح فرع من غرائب الجويني يكفر واضع الحديث ، أي : والمشهور عدم تكفيره .