سميت بها لاشتمالها على قوله تعالى{[1]} : { وأوحى ربك إلى النحل } المشير إلى أنه لا يبعد أن يلهم الله عز وجل بعض خواص عباده ، أن يستخرجوا الفوائد الحلوة الشافية من هذا الكتاب . بحمل كلماته على مواضع الشرف ، وعلى المعاني المثمرة ، وعلى التصرفات العالية : مع تحصيل الأخلاق الفاضلة وسلوك سبيل التصفية والتزكية . وهذا أكمل ما يعرف به فضائل القرآن ويدرك به مقاصده . قاله المهايمي .
وقال بعضهم : تسمية السورة بذلك تسمية بالأمر المهم . ليتفطن الغرض الذي يرمي إليه ، ك ( الجمعة ) لأهمية الاجتماع الأسبوعي وما ينجم عنه من مصالح الأمور العامة والحديد لمنافعه العظيمة . و ( النحل ) ، و ( العنكبوت ) ، و ( النمل ) ، للتفطن لصغار الحيوانات الحكيمة الصنائع . وهكذا ، وسيأتي طرف من حكمة النحل وأسراره عند آيته في هذه السورة .
وهي مكية . واستثنى ابن عباس آخرها . وعن الشعبي إلا قوله تعالى{[2]} : { وإن عاقبتم } الآيات وعن الشعبي : إلا قوله تعالى{[3]} : { والذين هاجروا في الله } الآيات . وآياتها مائة وثمان وعشرون .
وعن قتادة : تسمى سورة النعم ، وذلك لما عدد الله فيها من النعم على عباده .
[ 1 ] { أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون 1 } .
{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه ، سبحانه وتعالى عما يشركون } تقرر في غير ما آية ، أن المشركين كانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة أو إهلاكهم . كما فعل يوم بدر ، استهزاء وتكذيبا بالوعد . فقيل لهم { أتى أمر الله } أي ما توعدونه مما ذكر . والتعبير عنه ب { أمر الله } للتفخيم والتهويل . وللإيذان بأن تحققه في نفسه وإتيانه منوط بحكمه النافذ وقضائه الغالب . وإتيانه عبارة عن دنوه واقترابه ، على طريقة نظم المتوقع في سلك الواقع . أو عن إتيان مباديه القريبة ، على نهج إسناد حال الأسباب إلى المسببات .
والآية كقوله تعالى{[5215]} : { اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون } وقوله{[5216]} : { اقتربت الساعة وانشق القمر } وقوله{[5217]} : { ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب . وليأتينّهم بغتة وهم لا يشعرون } ثم إنه تعالى نزه نفسه عن شركهم به غيره ، وعبادتهم معه ما سواه من الأوثان والأنداد ، الذي أفضى بهم إلى الاستهزاء والعناد ، واعتقاداتها شفعاؤهم إذا جاء الميعاد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.