{ رَبُّ السماوات والأرض } بدل من ربك ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي هو رب السموات والأرض { فاعبده } كقوله :
وَقَاَئِلَةٍ خَوْلاَنُ فَانْكِحْ فَتَاتَهُمْ ***
وعلى هذا الوجه يجوز أن يكون { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } [ مريم : 64 ] من كلام المتقين ، وما بعده من كلام رب العزة .
فإن قلت : هلا عدّي { وَاْصْطَبِر } بعلى التي هي صلته ، كقوله تعالى : { واصطبر عَلَيْهَا } [ طه : 132 ] ؟ قلت : لأن العبادة جعلت بمنزلة القرن في قولك للمحارب : اصطبر لقرنك ، أي اثبت له فيما يورد عليك من شداته أريد أن العبادة تورد عليك شدائد ومشاق ، فاثبت لها ولاتهن ، ولا يضق صدرك عن إلقاء عداتك من أهل الكتاب إليك الأغاليط ، وعن احتباس الوحي عليك مدة وشماتة المشركين بك . أي : لم يسم شيء بالله قط ، وكانوا يقولون لأصنامهم آلهة ، والعزى إله وأما الذي عوض فيه الألف واللام من الهمزة ، فمخصوص به المعبود الحق غير مشارك فيه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : لا يسمى أحد الرحمن غيره . ووجه آخر : هل تعلم من سمي باسمه على الحق دون الباطل ، لأن التسمية على الباطل في كونها غير معتدّ بها كلا تسمية . وقيل : مثلاً وشبيهاً ، أي : إذا صح أن لا معبود يوجه إليه العباد العبادة إلا هو وحده ، لم يكن بد من عبادته والاصطبار على مشاقها وتكاليفها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.