محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ} (224)

وقوله تعالى : { وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ } استئناف مسوق لإبطال ما قالوا في حق القرآن الكريم ، من أنه من قبيل الشعر ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشعراء ، ببيان حال الشعراء المنافية لحاله عليه الصلاة والسلام . بعد إبطال ما قالوا إنه من قبيل ما يلقي الشياطين على الكهنة من الأباطيل ، بما مر من بيان أحوالهم المضادة لأحواله عليه الصلاة والسلام ، والمعنى أن الشعراء الذين يركبون المخيلات والمزخرفات من القياسات الشعرية والأكاذيب الباطلة ، سواء كانت موزونة أم لا ، فإنهم يتبعهم { أي يجاريهم ويسلك مسلكهم ، ويكون من جملتهم ) الغاوون الضالون عن السنن ، لا غيرهم من أهل الرشد ، المهتدين إلى طريق الحق ، الداعين إليه . قاله أبو السعود .