اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ} (224)

قوله تعالى : { والشعراء يَتَّبِعُهُمُ الغاوون } . قد تقدم أن نافعاً يقرأ بتخفيف التاء ساكنة وفتح الباء في سورة الأعراف عند قوله : «لا يَتَّبِعُوكُمْ »{[38097]} والفرق بين المخفف والمثقل{[38098]} . وسكن الحسنُ العينَ{[38099]} ، ورويت عن أبي عمرو ، وليست ببعيدة عنه ك «يَنْصُرْكُمْ »{[38100]} وبابه{[38101]} وروى هارون{[38102]} عن بعضهم{[38103]} نصب العين ، وهي غلط{[38104]} ، والقول بأن الفتحة للإتباع خطأ ، والعامة على رفع «الشُّعَرَاءُ » بالابتداء ، والجملة بعده الخبر{[38105]} . وقرأ عيسى بالنصب على الاشتغال{[38106]} .

فصل :

لمّا قال الكفار : لم لا يجوز أن يقال : الشياطين تنزل بالقرآن على محمد ، كما أنهم ينزلون بالكهانة على الكهنة ، وعلى الشعراء بالشعر ؟ ثم إنه تعالى فرق بين محمد - عليه السلام {[38107]}- وبين الكهنة ، ذكر ههنا ما يدل على الفرق بينه وبين الشعراء : بأن الشعراء يتبعهم الغاوون ، وهم : الضالون .

خ226


[38097]:من قوله تعالى: {وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} [الأعراف: 193].
[38098]:وذكر هناك أن نافعاً قرأ بالتخفيف "يَتْبَعُوكُمْ" وكذا هنا يَتْبَعُهُم" والباقون بالتشديد "يَتَّبِعُهُم" قيل: هما لغتان. وقيل: تبع بمعنى اقتفى أثره واتبعه بالتشديد اقتدى به، والأول أظهر. انظر اللباب 4/134.
[38099]:المختصر (108)، الكشاف 3/131، البحر المحيط 7/48.
[38100]:من قوله تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده} [آل عمران: 160].
[38101]:أي تخفيف الضم بالإسكان. انظر السبعة (156)، المختصر (108) الكشف 1/240، البحر المحيط 7/48.
[38102]:في : أبو هارون.
[38103]:هو يعقوب كما في المختصر (108).
[38104]:قال أبو حيان: (وروى هارون نصبها عن بعضهم، وهو مشكل) البحر المحيط 7/48-49.
[38105]:انظر الكشاف 3/130، البحر المحيط 7/48.
[38106]:المختصر (108)، الكشاف 3/131، البحر المحيط 7/48.
[38107]:في ب: عليه الصلاة والسلام.