إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ} (38)

{ حتى إِذَا جَاءنَا } فإنَّ حتَّى وإنْ كانتْ ابتدائيةً داخلةً على الجملةِ الشرطيةِ لكنَّها تقتضِي حتْمَاً أن تكونَ غايةً لأمرٍ ممتدَ كما مرَّ مِراراً . وإفرادُ الضميرِ في جاءَ وما بعَدُه لما أنَّ المرادَ حكايةُ مقالة كلِّ واحدٍ واحدٍ من العاشقينَ لقرينه لتهويلِ الأمرِ وتفظيعِ الحالِ والمَعْنى يستمرُّ العاشقونَ على ما ذُكِرَ منْ مقارنةِ الشياطينِ والصدِّ والحُسبانِ الباطلِ حتَّى إذا جاءَنا كلُّ واحدٍ منهُم مع قرينهِ يومَ القيامةِ { قَالَ } مُخاطباً له { يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ } في الدُّنيا { بُعْدَ المشرقين } أي بعدَ المشرقِ والمغربِ أي تباعُدَ كلَ منهما عن الآخرِ فغلَّبَ المشرقَ وثنَّى ، وأُضيفَ البُعد إليهما { فَبِئْسَ القرين } أيْ أنتَ .