السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ} (38)

وقرأ : { حتى إذا جاءنا } نافع وابن عامر وأبو بكر : بمد الهمزة بعد الجيم على التثنية أي : جاء العاشي والشيطان ، والباقون بغير مد إفراد أي : جاء العاشي { قال } أي : العاشي تندماً وتحسراً لا انتفاع له به لفوات محله وهو دار العمل { يا ليت بيني وبينك } أي : أيها القرين { بعد المشرقين } أي : ما بين المشرق والمغرب على التغليب قاله ابن جرير وغيره ، أو مشرق الشتاء والصيف أي بعد أحدهما عن الآخر ثم سبب عن هذا التمني قوله جامعاً له أنواع المذام { فبئس القرين } والمخصوص بالذم محذوف أي : أنت لأنك الذي قد أضللتني وأوصلتني إلى هذا العيش الضنك والمحل الدحض قال أبو سعيد الخدري : «إذا بعث الكافر زوج بقرينه من الشياطين فلا يفارقه حتى يصيرا إلى النار » .