وقرأ نافع وغيره : { حَتَّى إذَا جَاءنَا } على التثنية ، يريد : العاشي والقرين ؛ قاله قتادة وغيره ، وقرأ أبو عمرو وغيره : ( جَاءَنا ) يريد العاشي وحدَه ، وفاعل { قَالَ } هو العَاشِي ، قال الفَخْرُ : ورُوِيَ أَنَّ الكافر إذا بُعِثَ يوم القيامة من قبره أَخَذَ شَيْطَانٌ بيده ، فلم يُفَارِقْهُ حتى يصيِّرهما اللَّه إلى النار ، فذلك حيث يقول : { يا ليت بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المشرقين } انتهى .
وقوله : { بُعْدَ المشرقين } يحتمل مَعَانِيَا :
أحدها : أن يريد بُعْدَ المشرق من المغرب ، فَسَمَّاهما مَشْرِقَيْنِ ؛ كما يقال القَمَرَانِ ، والعُمَرَانِ .
والثاني : أنْ يريد مشرق الشمس في أطول يوم ، ومشرقها في أقصر يوم .
والثالث : أنْ يريد بعد المشرقَيْنِ من المغربين ، فاكتفي بذكر المشرقين .
( ت ) : واستبعد الفَخْرُ التأويل الثاني قال : لأَنَّ المقصودَ من قوله : { يا ليت بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المشرقين } المبالغةُ في حصول البُعْدِ ، وهذه المبالغة إنَّما تحصل عند ذكر بُعْدٍ لا يمكن وُجُودُ بُعْدٍ أزيدَ منه ، والبُعْدُ بين مشرق الشتاء ومشرق الصيف ليس كذلك ، فَيَبْعُدُ حَمْلُ اللَّفْظِ عليه ؛ قال : والأكْثَرُونَ عَلَى التأويل الأَوَّلِ ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.