/ [ 69 ] { وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون ( 69 ) } .
{ وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء } أي : وما يلزم المتقين الذين يجالسونهم شيء عما يحاسبون عليه في خوضهم ، { ولكن ذكرى } أي : ولكن أمروا بالإعراض عنهم ، ليكون ذكرى لضعفاء المسلمين ، لئلا يقع شيء من مطاعن المستهزئين في قلوبهم . { لعلهم يتقون } أي : يبلغ مبالغ التوقي من شبهتهم ، بالجلوس مع علمائه بدلهم .
الأول- ما ذكرناه في معنى الآية ، هو ما قرره المهايمي رحمه الله تعالى . وقيل : المعنى ولكن على المتقين أن يذكروهم ذكرى إذا سمعوهم يخوضون ، بالقيام عنهم ، وإظهار الكراهة لهم وموعظتهم ، لعلهم يتقون الخوض حياء أو كراهة لمساءتهم ، فلا يعودون إليه . وجوزوا أن يكون الضمير { للذين يتقون } ، أي : يذكرونهم رجاء أن يثبتوا على تقواهم ، أو يزدادوها . انتهى .
وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ، قال في الآية : " أي ما عليك أن يخوضوا في آيات الله إذا فعلت ذلك " . أي : إذا تجنبتهم ، وأعرضت عنهم . وعليه فالموصول كناية عن النبي صلى الله عليه وسلم . التفت به تعظيما وتكريما .
الثاني- قال السيوطي في ( الإكليل ) : قد يستدل بقوله تعالى : { وما على الذين يتقون . . . } الخ على أن من جالس أهل المنكر ، وهو غير راض بفعلهم ، فلا إثم عليه . لكن آية النساء تدل على أنه آثم ، ما لم يفارقهم ، لأنه قال : { إنكم إذا مثلهم }{[3508]} أي : / إن قعدتم فأنتم مثلهم في الإثم ، وهي متأخرة . فيحتمل أن تكون ناسخة لهذه ، كما ذهب إليه قوم منهم السدي . 1ه .
أقول : المنفي في الآية هو لحوق شيء من وبال الخائضين ، وإثم كفرهم لمجالسيهم المتقين ، فلا ينافي ذلك لحوق وبال المجالسة على انفرادها ، وهو ما أفادته آية النساء . فالمثلية إذن في مطلق الإثم ، وإن تباين ( ما صدقه ) فيهما ، إذ لا قائل بأن مطلق مجالستهم ردة وكفر . نعم ! لو قيل بأن المثلية محمولة على ما إذا حصل الرضا بشأن مجالستهم ، فلا إشكال إذن . وبالجملة فاستدلال ( الإكليل ) واه ، ولذا عبر ب ( قد ) ، ودعوى النسخ أوهى . فتأمل ! .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.