الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءٖ وَلَٰكِن ذِكۡرَىٰ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ} (69)

قوله : { وما على الذين يتقون من حسابهم{[20322]} } الآية [ 69 ] .

المعنى : أنه ليس على من اتقى الله{[20323]} من حساب هؤلاء الخائضين شيء ، أي : ليس ( عليه ){[20324]} من إثمهم شيء إذا اتقى ما هم فيه . وليس المعنى : ليس عليه شيء من إثمهم إذا جالسهم في حال خوضهم ، ( إنما المعنى : ليس ( عليه ){[20325]} شيء إذا لم يجالسهم{[20326]} في حال خوضهم ){[20327]} ، لأن الله قال : { فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره }{[20328]} : أي : حتى يخوضوا في غير الكفر والاستهزاء بآيات الله{[20329]} .

ومعنى : { ولكن ذكرى } أي : إذا{[20330]} ذكرت فقم ، { لعلهم يتقون } ( أي ){[20331]} الخوض فيتركونه ، هذا قول السدي{[20332]} .

وقيل : إن المعنى ليس على الذين يتقون من حسابهم ( من ){[20333]} شيء إذا قعدوا{[20334]} إليهم ، ثم نسخ ذلك بقوله : { وقد نزل عليكم في الكتاب } الآية{[20335]} ، روي{[20336]} ذلك عن ابن عباس{[20337]} . ونَسْخُ مثل هذا لا يحسن ، لأنه خبر{[20338]} .

قال الكلبي : قال أصحاب النبي : إنا{[20339]} كنا كلما استهزأ المشركون بكتاب الله ، قمنا{[20340]} وتركناهم لم ندخل{[20341]} المسجد ولم نطف{[20342]} بالبيت ، فرخص الله للمسلمين الجلوس معهم ، وأُمروا أن يُذَكِّروهم ما استطاعوا{[20343]} .

و{ ذكرى } في موضع نصب ، على معنى : فأعرضوا عنهم ذكرى ، وتكون في موضع رفع على معنى : لكن إعراضهم ذكرى لأمر الله{[20344]} .


[20322]:ب ج د: حسابهم من شيء.
[20323]:ب: الله فيه.
[20324]:أ ج د: عليهم.
[20325]:أ: عليك.
[20326]:مخرومة في أ.
[20327]:مستدركة في هامش أ، إلا أن بعضها مخروم. وانظر: تفسير الطبري 11/439.
[20328]:النساء آية 139.
[20329]:انظر: تحقيق تفسير آل عمران والنساء 2/464، وآية النساء ناسخة لآية الأنعام في ناسخ ابن سلامة 86، وانظر: القول بالنسخ مسندا إلى ابن جبير وأبي مالك في نواسخ القرآن 154 الذي رده وبين أنها محكمة.
[20330]:ج د: ذا.
[20331]:ساقطة من ب ج د.
[20332]:انظر: تفسير الطبري 11/440.
[20333]:ساقطة من ب.
[20334]:ب: قصدوا.
[20335]:النساء آية 139.
[20336]:ب: وروى.
[20337]:وكذلك عن ابن جريج والسدي في تفسير الطبري 11/440، وذكره ابن حزم في ناسخه 37، وعزاه ابن العربي في ناسخه 2/211 إلى ابن عباس.
[20338]:انظر: ناسخ مكي 282، وهو (الذي عليه أهل التفسير) في ناسخ ابن العربي 2/211 الذي علق عليه بقوله: (هذه غباوة ظاهرة، ليس هذا بخير، بل هو صريح أمر).
[20339]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب ج د: أن.
[20340]:ب: قمنا وتركنا.
[20341]:ب: يدخل.
[20342]:ب: يطف.
[20343]:هو في تفسير البحر 4/154 من غير ذكر قائله، وفيه بعده: (وقال هذا القائل: هذه الإباحة – التي اقتضتها هذه الآية – نسختها آية النساء) أي: الآية 139.
[20344]:انظر: تفسير الطبري 11/439، وإعراب النحاس 1/555، وإعراب مكي 256، وإعراب ابن الأنباري 1/325، وإعراب العكبري 506.