قوله سبحانه : { وَمَا عَلَى الذين يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْء }[ الأنعام :69 ] . روي أنه لما نزلَتْ : { فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ } [ النساء : 140 ] قال المؤمنون إذا كنا لا نقْرَبُ المشركين ، ولا نسمع أقوالهم ، فلا يمكننا طَوَافٌ ، ولا قضاءُ عبادةٍ في الحرمِ ، فنزلَتْ لذلك : { وَمَا عَلَى الذين يَتَّقُونَ . . . } .
قال ( ع ) : فالإباحة في هذا هي في القَدْر الذي يحتاجُ إلَيْه من التصرُّف بَيْن المشركين في عبادةٍ ، ونحوها ، وقيل : إن هذه الآية الأخيرةَ ليْسَتْ إباحة بوجه ، وإنما معناها : لا تَقْعُدوا معهم ، ولا تَقْرَبوهم حتى تسمعوا استهزاءهم وخوضهم ، وليس نهيكم عن القعود ، لأنَّ عليكم شيئاً من حسابهم ، وإنما هو ذكرى لكم ، ويحتملُ المعنى : ولكنْ ذكرى لعلَّهم إذا جانبتموهم ، يتقون بالإمساكِ عن الاستهزاءِ ، ويحتملُ المعنى : ولكن ذكِّروهم ذكرى ، وينبغي للمؤمن أنْ يمتثل حكم هذه الآية مع المُلْحِدِين ، وأهْلِ الجدلِ والخَوْضِ فيه ، وحكى الطبريُّ ، عن أبي جعفر ، أنه قال : " لاَ تُجَالِسُوا أَهْلَ الخُصُومَاتِ ، فإنَّهُمْ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ " ، وفي الحديث ، عنه صلى الله عليه وسلم : ( أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ ، وَإنْ كَانَ مُحِقًّا ، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ ، وإنْ كَانَ مَازِحاً ، وبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقه ) ، خَرَّجه أبو داود ، انتهى من «الكوكب الدري » ، وقد ذكرنا هذا الحديثَ من غير طريقِ أبي داود بلفظ أوضَحَ من هذا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.