محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلضُّحَىٰ} (1)

مقدمة السورة:

93- سورة الضحى

مكية وآيها إحدى عشرة .

لطيفة : قال ابن كثير روينا من طريق أبي الحسن احمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرىء قال قرأت على عكرمة بين سليمان وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين وشبل بن عباد فلما بلغت ( والضحى ) قال لي كبر حتى تختم مع خاتمة كل سورة ، فإنا قرأنا على ابن كثير فأمرنا بذلك وأخبرنا أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك ، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك ، وأخبره أبي أنه قرأه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بذلك فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي من ولد القاسم بن أبي بزة ، وكان إماما في القراءات وأما في الحديث فقد ضعفه أبو حاتم الرازي وقال لا أحدث عنه وكذلك أبو جعفر العقيلي قال هو منكر الحديث لكن حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في ( شرح الشاطبية ) عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة ، فقال أحسنت وأصبت السنة وهذا يقتضي صحة هذا الحديث ثم اختلف القراء في موضع هذا التكبير وكيفيته فقال بعضهم يكبر من آخر { والليل إذا يغشى } وقال آخرون من آخر { والضحى } وكيفية التكبير عند بعضهم أن يقول ( الله أكبر ) ويقتصر ومنهم من يقول ( الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ) وذكر القراء في مناسبة التكبير من أول سورة الضحى أنه لما تأخر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتر تلك المدة ، ثم جاء الملك فأوحى إليه { والضحى والليل إذا سجى } السورة بتمامها كبر فرحا وسرورا ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف فالله اعلم .

{ والضحى } تقدم في سورة { والشمس وضحاها } تفسير الضحى بالضوء وارتفاع النهار ارتفاعا عاليا .