اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلضُّحَىٰ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وهي إحدى عشرة آية ، وأربعون كلمة ، ومائة وسبعون حرفا .

قوله تعالى : { والضحى والليل إِذَا سجى } ، تقدم الكلام في «الضُّحَى » والمراد به هنا : النهارُ ، لمقابلته بقوله تعالى : { والليل إِذَا سجى } ، ولقوله تعالى : { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ القرى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ } [ الأعراف : 98 ] ، أي : نهاراً .

وقال قتادة ومقاتل وجعفر الصادق ، أقسم بالضحى الذي كلم الله فيه موسى - عليه الصلاة والسلام - وبليلة{[60376]} المعراج .

وقيل : «الضُّحَى » هي الساعة التي خرّ فيها السحرة سُجَّداً لقوله تعالى : { وَأَن يُحْشَرَ الناس ضُحًى } [ طه : 59 ] .

وقال القرطبي{[60377]} : «يعني عباده الذين يعبدونه في وقت الضحى ، وعباده الذين يعبدونه بالليل إذا أظلم » .

وقيل : الضحى نور الجنة ، والليل ظلمة النار .

وقيل : الضحى نور قلوب العارفين كهيئة النهار ، والليل سواد قلوب الكافرين كهيئة الليل ، أقسم تعالى بهذه الأشياء .

وقال أهل المعاني فيه وفي أمثاله : فيه إضمار مجازه ورب الضحى وسيجيء معناه .

/خ2


[60376]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (20/62).
[60377]:الجامع لأحكام القرآن 20/62.