تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الطارق مكية وآياتها سبع عشرة ، نزلت بعد سورة البلد . وهي من السور المكية التي جاءت لتنبه الناس من غفلتهم إلى عظمة الخالق ، وفيها طرْقات عنيفة قوية عالية ، وصيحات بأناس غافلين لاهين ، تتوالى على حسهم بإيقاع واحد ، ونذير واحد . وهي نموذج واضح للسور المكية التي توجه الأنظار إلى هذا الكون وعظمته ، وأن خالق هذا الكون أكبر وأعظم . وقد جاء فيها : الطارق ، والثاقب ، والدافق ، والرّجع ، والصّدع .

افتتحت السورة بقسَم يشير إلى دلائل القدرة ، ويؤكد أن كل نفس عليها مهيمن ورقيب ، { إن كل نفس لما عليها حافظ } وطلبت أن يفكر الإنسان في نشأته ، وأنه خُلق من ماء دافق ، ليستدل بذلك على أن الذي أنشأه هكذا ، قادر على إعادته بعد موته . ثم ثنّت بقسم آخر على أن القرآن قول فصل وما هو بالهزل ، ومع كونه كذلك فقد أصرّ الكفار على إنكاره والكيد له ، فردّ الله كيدهم بكيد أشدّ .

ثم ختمت السورة بطلب إمهال الكافرين { فمهِّل الكافرين أمهلهم رويدا } . وبيْن المشاهد الكونية والحقائق الموضوعية في السورة تناسق دقيق ملحوظ ، يتضح من استعراض هذه السورة الكريمة في سياقها القرآني الجميل .

طَرَق طَرْقا وطروقا : أتاهم ليلا ، وطَرَقَ النجم طروقا : طلع ليلا .

لقد أقسَم الله تعالى في مطلع هذه السورة بالسماء ونجومها اللامعة المضيئة ، أنّ النفوسَ لم تُترك سُدى ، ولن تبقى مهمَلة ، بل تكفَّل بها مَنْ يحفظها ويحصي أعمالَها ، وهو اللهُ تعالى .

وفي هذه تسليةٌ للرسول الكريم وأصحابِه ، ووعيدٌ للكافرين الجاحدين .

{ والسمآء والطارق }

أُقسِم بالسماء وبالنجم الطالع ليلا . ولقد أقسَم الله تعالى بالسماء والشمس وبالقمر والليل ، لأن في أحوالِها وأشكالها وسَيْرِها ومطالِعها ومغاربها عجائبَ وأيَّ عجائب .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الطارق

مكية بلا خلاف وهي سبع عشرة آية على المشهور وفي التيسير ست عشرة

ولما ذكر سبحانه فيما قبلها تكذيب الكفار للقرآن نبه تعالى شأنه هنا على حقارة الإنسان ثم استطرد جل وعلا منه إلى وصف القرآن ثم أمر سبحانه نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم بإمهال أولئك المكذبين فقال عز قائلا : { والسماء } هي المعروفة على ما عليه الجمهور وقيل المطر هنا وهو أحد استعمالاتها ومنه قوله

: إذا نزل السماء بأرض قوم *** رعيناه وإن كانوا غضاباً

ولا يخفى حاله { والطارق } وهو في الأصل اسم فاعل من الطرق بمعنى الضرب بوقع وشدة يسمع لها صوت ومنه المطرقة والطريق لأن السابلة تطرقها ثم صار في عرف اللغة اسماً لسالك الطريق لتصور أنه يطرقها بقدمه واشتهر فيه حتى صار حقيقة ثم اختص بالآتي ليلاً لأنه في الأكثر يجد الأبواب مغلقة فيطرقها ثم اتسع في كل ما يظهر بالليل كائناً ما كان حتى الصور الخيالية البادية فيه والعرب تصفها بالطروق كما في قوله

: طرق الخيال ولا كليلة مدلج *** سدكا بأرحلنا ولم يتعرج

والمراد به ههنا عند الجمهور الكوكب البادي بالليل إما على أنه اسم جنس أو كوكب معهود كما ستعلمه إن شاء الله تعالى .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية وآياتها سبع عشرة . ويقسم الله فيها بأجزاء من خلقه على جملة حقائق لا ريب فيها . وهي أن كل امرئ من الناس يقوم عليه حفظة من الملائكة يحفظون عليه ما عمل من خير أو شر . وأن الإنسان راجع إلى ربه فمحاسبه ومجازيه بما قدم . وغير ذلك من الحقائق مما تضمنته هذه السورة العظيمة بآياتها القصيرة العجاب وما انطوت عليه من أخبار الكون والكائنات مما هو كائن يوم المعاد .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ والسماء والطارق 1 وما أدراك ما الطارق 2 النجم الثاقب 3 إن كل نفس لما عليها حافظ } .

أقسم الله بالسماء وبالطارق وهي الكواكب التي تطرق الليل فتطلع فيه ، وفي النهار تختفي . وهو من الطروق أي الدق . وقد سمي الليل طارقا ، وقيل : قد يكون الطروق نهارا . ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " أعوذ بك من شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير " .