تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (21)

أم لهم شركاء : شركاء في الكفر .

شرعوا لهم : زينوا لهم .

ما لم يأذن به الله : كالشرك وإنكار البعث والعمل للدنيا فقط .

كلمة الفصل : هي الحكم والقضاء منه تعالى بتأخيرهم إلى يوم القيامة .

ثم أعقب ذلك بذِكر ما وسوستْ به الشياطين لشركائهم ، وزينت لهم من الشِرك بالله وإنكار البعث والجزاء ، وأنهم كانوا يستحقُّون العذابَ العاجل على ذلك ، لكن الله تعالى أجّله لما سبق في علمه من تأخيرهم إلى يوم معلوم .

{ وَإِنَّ الظالمين لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (21)

{ أم لهم شركاء } { أم } منقطعة للإنكار والتوبيخ ، والشركاء الأصنام ، وغيرها ، وقيل : الشياطين . { شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } الضمير في { شرعوا } للشركاء ، وفي { لهم } للكفار ، وقيل : بالعكس والأول أظهر ولم يأذن بمعنى : لم يأمر ، والمراد : بما شرعوا من البواطل في الاعتقادات وفي الأعمال كالبحيرة والوصيلة وغير ذلك .

{ ولولا كلمة الفصل } أي : لولا القضاء السابق بأن لا يقضى بينهم في الدنيا لقضي بينهم فيها .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (21)

قوله : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } همزة { أَمْ } للاستفهام والتقرير والتقريع . والمراد بشركائهم هنا آلهتهم المزعومة . وقيل : الشياطين الذين زينوا لهم الشرك وإنكار القيامة ، والعمل للدنيا ، وقيل : شركاؤهم ، يعني أوثانهم .

والمعنى : أم لهؤلاء المشركين بالله شركاءُ مضلون ابتدعوا لهم من الدين ما لم يُبح اللهُ لهم ابتداعه . إن هؤلاء المشركين المكذبين لا يتبعون ما شرع الله من الدين الحق بل إنهم يتبعون ما شرعه لهم شركاؤهم من الشياطين على اختلافهم سواء كانوا من الجن أو الإنس .

قوله : { وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي لولا قضاء الله السابق بتأجيل العقاب ، أو لولا وعد الله بأن الفصل بين العباد يكون يوم القيامة { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي لعجل العقوبة للظالمين في الدنيا { وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أعد الله للمشركين المكذبين عذابا أليما يصلونه يوم القيامة .