تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (29)

لا يغيَّر قضائي الذي قضيته ، ولا أَظلم أحداً ، فلا أعذبه بغير جرم اجترمه ، ولا أعذبُ أحداً مكان أحد .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (29)

{ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ } أي : لا يمكن أن يخلف ما قاله الله وأخبر به ، لأنه لا أصدق من الله قيلاً ، ولا أصدق حديثًا .

{ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } بل أجزيهم بما عملوا من خير وشر ، فلا يزاد{[834]}  في سيئاتهم ، ولا ينقص من حسناتهم .


[834]:- كذا في ب، وفي أ: يزيد.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (29)

قوله تعالى : { ما يبدل القول لدي } لا تبديل لقولي ، وهو قوله : { لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين }( السجدة-13 ) ، وقال قوم : معنى ( ما يبدل القول لدي ) أي : لا يكذب القول عندي ، ولا يغير القول عن وجهه لأني أعلم الغيب . وهذا قول الكلبي ، واختيار الفراء ، لأنه قال : ما يبدل لدي ولم يقل ما يبدل القول لي . { وما أنا بظلام للعبيد } فأعاقبهم بغير جرم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (29)

" ما يبدل القول لدي " قيل هو قوله : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها{[14173]} " [ الأنعام : 160 ] وقيل هو قوله : " لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين{[14174]} " [ السجدة : 13 ] . وقال الفراء : ما يكذب عندي أي ما يزاد في القول ولا ينقص لعلمي بالغيب . " وما أنا بظلام للعبيد " أي ما أنا بمعذب من لم يجرم ، قاله ابن عباس . وقد مضى القول في معناه في " الحج{[14175]} " وغيرها .


[14173]:راجع جـ 7 ص 150.
[14174]:راجع جـ 14 ص 96.
[14175]:راجع جـ 12 ص 16 وجـ 15 ص 370.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (29)

ولما كانت الأوقات كلها عنده سبحانه حاضرة ، عبر سبحانه في تعليل ذلك ب " ما " التي للحاضر دون " لا " التي للمستقبل فقال : { ما يبدل } أي يغير من مغير ما كان من-{[61215]} كان بوجه من الوجوه بحيث يجعل له بدل فيكون فيه خلف { القول لدي } أي الواصل إليكم من حضرتي التي لا يحاط بأمر{[61216]} غرابتها بأن من أشرك بي لا أغفر له وأغفر ما دون ذلك لمن أشاء ، والعفو عن بعض المذنبين ليس تبديلاً لأن دلائل العفو تدل على تخصيص الوعيد ، وأنه مشروط بشرائط { وما أنا } وأكد النفي فقال : { بظلام } أي بذي ظلم { للعبيد * } لا القرين ولا من أطغاه ولا غيرهم ، فأعذب من لا يستحق أو{[61217]} أعفو عمن قلت : إني لا أغفر له وأمرت جندي فعادوه فيّ ، ولو عفوت عنه كنت مع تبديل القول قد سؤتهم بإكرام من عادوه فيّ ليس إلا .


[61215]:زيد من مد.
[61216]:زيد في الأصل: من، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[61217]:من مد، وفي الأصل: "و".
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (29)

قوله : { ما يبدل القول لدي } أي لا تبديل لقولي { لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } .

قوله : { وما أنا بظلام للعبيد } أي لا أعذب أحدا بغير ذنب ، أو لا أعذب أحدا بجرم غيره بل بما اكتسب من الإثم{[4321]} .

ثم يتوعد الله الظالمين بعذاب جهنم . وهي نار الله الحامية المتسعرة التي تزداد على مر الزمان لهيبا واضطراما ، والتي لا تفتأ تلح في الطلب أن يلقى فيها وقودها من البشر فتقول { هل من مزيد } ثم يبشر الله المؤمنين المتقين بالجنة ليخلدوا فيها آمنين منعمين مطمئنين . وذلك كله في الآيات التالية وهي :


[4321]:تفسير الرازي جـ 28 ص 164 وتفسير القرطبي جـ 17 ص 14، 15 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 224.