{ وقال قرينه هذا ما لدي عتيد( 23 )ألقيا في جهنم كل كفار عنيد( 24 )مناع للخير معتد مريب( 25 )الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد( 26 )*قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد( 27 )قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد( 28 )ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد( 29 ) } .
ويقول قرين{[5326]} الكافر حين يساق للعرض على الله : هذا ما كان عندي جئت به مُعَدًّا مهيأ ؛ وقال قتادة وابن زيد : قرينه : الملك الموكل بسوقه يقول مشيرا إليه : هذا ما لديّ حاضر ، واختار ابن جرير أنه يعم السائق والشهيد وله اتجاه وقوة ؛ فعند ذلك يحكم الله تعالى في الخليقة بالعدل ويقول : { ألقيا في جهنم كل كفار عنيد } كثير الكفر بالنعمة وبالمنعم ، معاند للحق ، مبالغ في المشاقة والتجافي والاستنكاف عن الرشد ، ينأى عن الخير وينهى عنه ، ولا يؤدي صدقة ولا صلة رحم ولا برا ، متجاوز في قوله وفعله وأمره ظالم ، يقيم على حال مريب ، ويشك في صدق وحينا ، ويزين لغيره الشك ، هذا الذي طرح في الجحيم بفساده ، وعناده وجحوده وصدوده ، وبغيه وجوره ، جعل لله شريكا فعبد معه غيره ، فاطرحاه في أشد العذاب ليذوق وبال أمره ؛ فيقول الضالون من الجن والإنس ما حكاه القرآن : { . . ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين }{[5327]} فيقول قرينه من الهلكى المضلين ، ورفيقه من الشياطين- شياطين الإنس والجن- : يا رب ما أفسدته ولا أغويته ، ولكنه آثر الغواية ، واستحب العمى على الهداية ، وأمعن في الجهالة والسوء والضلالة ، وذلك ما بيّنه الكتاب العزيز إذ يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة ويكفر بعضهم ببعض : { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي . . }{[5328]} { . . . . أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين }{[5329]} { وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار . أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار . إن ذلك لحق تخاصم أهل النار }{[5330]} ، فلا يقبل الله منهم عذرا ، وإنما يحسرهم بقوله الحق ، ويقيم عليهم الحجة بوعده الصدق : ليس في هذه الدار يكون الجدال ، والتبري من الإضلال ، فقد بعثت إليكم بالحق رسلا مبشرين ومنذرين { . . لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل . . }{[5331]} أنذروكم عذابي وخوفوكم وعيدي الذي تلاقونه اليوم وقد سبق القول مني : { إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها . . }{[5332]} وما أنا بمعذب أحدا لم يذنب ، ولكن لا أعذب أحدا إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.