بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (29)

{ مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ } يعني : لا يغير قضائي وحكمي الذي حكمت ، ويقال : لا يكذب وعيدي { وَمَا أَنَاْ بظلام لّلْعَبِيدِ } يعني : لا أعذب أحداً بغير ذنب ، ويقال : مَا يُبَدِّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ، يعني : لا يغير عن جهته ، ولا يحذف منه ، ولا يزاد فيه ، لأني أعلم كيف ضلوا ، وكيف أضللتموهم ، وروى سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ وُكِّلَ بِهِ قَرِيُنُه مِنَ الجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ المَلائِكَةِ " قالوا : وإياك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال :

«وَإيَّايْ وَلَكِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ أعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ ، فَلاَ يَأمُرُنِي إلاَّ بِخَيرٍ » وعن الربيع ، عن أنس ، قال : سألت أبا العالية عن قوله عز وجل : { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القيامة عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ } [ الزمر : 31 ] وهاهنا يقول : { لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ } فقال : لا تختصموا لدي في أهل النار ، والأخرى في المؤمنين في المظالم ، فيما بينهم ، وقال مجاهد : { مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ وَمَآ أَنَاْ بظلام لِّلْعَبِيدِ } [ ق : 29 ] يعني : لقد قضيت ما أنا قاض .